سواء أكنت ممن يواظبون على ممارسة الجري اليومي أو يرتادون أندية اللياقة البدنية أو نحو ذلك، فأنت اخترت السلوك الصحيح بلا شك. وفي الواقع، حتى الممارسات الرياضية البسيطة بقليل من الجهد المبذول لها فوائد عظيمة؛ فقد لفتت التمارين الرياضية التي تستغرق بضع دقائق انتباه الكثيرين، نظراً لآثارها الصحية الملموسة.
واليوم، وفقاً لدراسة حديثة نشرت في مجلة (PLOS ONE)، فإن ممارسة بعض النشاطات الرياضية المركزة لدقيقة واحدة فقط، قد يكون مفيداً أكثر من غيرها. يقول مارتن غيبالا، أستاذ علم الحركة في جامعة ماكماستر، والباحث الرئيس لهذه الدراسة: “إنها استراتيجية مجدية لممارسة التمارين الرياضية من ناحية الوقت؛ فبذل جهد كبير في أداء التمارين لوقت قصير طريقة فعالة”.
وقد قسم هو وأعضاء فريقه 27 رجلاً إلى 3 مجموعات: مجموعة مارس أعضاؤها تمرين الدراجات الهوائية لمدة 50 دقيقة، وأخرى لم تفعل شيئاً لتغيير نمط التمارين الاعتيادية، والثالثة مارست تمارين رياضية لمدة 10 دقائق (دقيقتين على الدراجات الهوائية الثابتة بجهد قليل، ثم لـ20 ثانية بجهد مضاعف. وتكرر هذا التمرين 3 مرات، ثم 3 دقائق أخرى بجهد قليل.
كما مارس المشاركون التمارين المخصصة لهم 3 مرات في الأسبوع، لمدة 12 أسبوعاً. وفي نهاية المدة، سجل الباحثون مؤشراتهم الصحية، ووجدوا لدى المجموعتين اللتين مارس أفرادها التمارين، تحسناً في مقاييس حساسية الأنسولين واستهلاك الأوكسجين وأداء العضلات، بالمقدار نفسه تقريباً. ولم يكن غريباً بقاء المؤشرات الصحية لأعضاء المجموعة الأخرى (الذين لم يغيروا أنماط تمارينهم) على حالها من دون تحسن ملحوظ، طوال 12 أسبوعاً.
يقول غوردون فيشر، من جامعة ألاباما: “نتائج هذه الدراسة مهمة جداً؛ فما توصلت إليه بشأن حساسية الأنسولين تحديداً يثير الاهتمام، لأنها رصدت النتائج بعد 72 ساعة من بذل جهد كبير لآخر تمرين. فيما تشير هذه البيانات إلى تكيف يستمر لوقت طويل مقارنة بأثر شديد وخطير ناتج عن تمرين وحيد وغير متكرر يبذل فيه جهد كبير في وقت قصير. وبالتالي، فإن التمارين الرياضية التي تتضمن فترات من بذل الجهد خلال وقت قصير هي نوع من التمارين الرياضية التي قد ينتج عنها تحسن مشابه أو أكبر في العديد من النواحي الصحية، وتشجع أيضاً على الاستمرار بالتمارين، نظراً لقصر الوقت الذي تتطلبه”.
ومن المهم الإشارة إلى أن التمارين في هذه الدراسة استمرت لـ10 دقائق، منها دقيقة واحدة فقط بجهد عالٍ ومركز. وهذا يعني أننا لسنا بحاجة إلى نشاط بدني يتضمن بذل جهد مرتفع جداً، فممارسة التمارين الرياضية لمرات قليلة أسبوعياً مع بذل جهد أكثر اعتدالاً، قد يفي بالغرض. كذلك استخدام الدرجات بدلاً من المصعد أو الترجل من الحافلة قبيل الوصول إلى المحطة المقصودة يمكن أن يحقق نتائج صحية مذهلة أيضاً.