ظهرت مؤخراً بعض الإعلانات الطبية المهمة، حول أفضلية استعمال الأدوية في علاج الاضرابات النفسية على غيرها من الوسائل الأخرى، كالعلاج السلوكي.
وقد تساءل الخبراء والمنظمات في هذا المجال، عما إذا كانت الأدوية هي الوجهة العلاجية الأمثل، سيما أن الأدلة العلمية الناتجة عن البحوث المقارنة بين هاتين الوسيلتين العلاجيتين، توصي باستخدام العلاجات السلوكية بوصفها أكثر تأثيراً ونفعاً من الأدوية لأسباب عدة:
العلاج السلوكي لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط عند الأطفال:
نتجت ردود أفعال كثيرة في السنوات القليلة الماضية، بشأن استحسان وصف المنشطات للأطفال مثل: ريتالين وأديرال. لكن ارتفع أعداد الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما دفع إلى طرح العديد من التساؤلات عما إذا كان هذا ارتفاع حقيقي في حالات الإصابة، أو بسبب أخطاء تشخيصية. وعلى أي حال، أوصت مؤسسة (CDC) أخيراً، بأن العلاج السلوكي هو العلاج الأساسي للأطفال الذين يعانون من هذا المرض بدلاً عن الأدوية.
تقول آن شوشات، النائب الأول لمدير (CDC): “قد يشعر الآباء باليأس إزاء قرارات علاج أطفالهم المصابين، لكن العلاج السلوكي هو خطوة في الاتجاه الصحيح؛ فقد ثبت أن فعاليته أفضل من فعالية الدواء، لأنه من دون آثار جانبية”.
العلاج السلوكي المعرفي للأرق:
أوصت الكلية الأمريكية للأطباء باستخدام العلاج السلوكي لعلاج الأرق بدلاً من الأدوية، لأن البحوث أثبتت أفضليته من دون أعراض جانبية.
يقول وين رايلي، رئيس مؤسسة (ACP): “يعد العلاج السلوكي المعرفي للأرق، طريقة فعالة وأقل ضرراً بكثير من العلاج بالأدوية. كما يضيف الخبراء إلى أنه في حال عدم نجاح الاستراتيجية السلوكية وحدها، يمكن استخدام الأدوية ومناقشة إيجابياتها وسلبياتها. أو استخدامها لمدة 4 أسابيع، مع الاستمرار بالعلاج السلوكي.
العلاج السلوكي للاكتئاب:
يرى بعض الخبراء أن جميع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12-18 سنة معرضون للإصابة بالاكتئاب. لكنهم يتساءلون عن فعالية الأدوية المضادة، في حين أن النتائج البحثية تؤكد فعالية العلاجات السلوكية لهذا المرض، باستثناء بعض الحالات التي يعد فيها استخدام الدواء ضرورياً.
ولعل الأيام المقبلة ستكشف عن أدلة إضافية على فعالية أساليب العلاج السلوكية لأمراض أخرى.