لقد ارتبطت العناصر الفعالة في الشاي الأخضر بمجموعة من الفوائد الصحية، بما في ذلك نقصان الوزن، وتخفيف القلق وإيقاف نمو الخلايا السرطانية. وتضيف البحوث الجديدة بأنه مقوٍ للذاكرة أيضاً.
وأجرى الباحثون في (جامعة بازل- (University of Basel في سويسرا تجربة بسيطة، قدموا فيها إلى مجموعة من المشاركين مشروباً يحتوي على 27.5 غرام من خلاصة الشاي الأخضر، وشراب مصل اللبن المعد ليشبه في طعمه طعم الشاي الأخضر، ومن دون علم المشاركين بذلك.
وعندما تناول المشاركون أحد المشروبين، تفحص الباحثون أدمغتهم باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI). كما طلب من المشاركين القيام بمهام اختبرت ذاكراتهم العملية، وهو نظام الذاكرة الذي يسيطر ويحافظ بشكل فعال على أجزاء عدة من المعلومات المؤقتة، لكي يجري استعمالها.
وظهر من النتائج أن المشاركين الذين تناولوا المشروبات التي تحتوي على مستخلص الشاي الأخضر، قاموا بأداء أفضل في المهام المتعلقة بالذاكرة. كما أظهرت أدمغتهم نشاطاً يختلف اختلافاً واضحاً بين فصوص الدماغ الأمامية والجدارية. ويقع الفص الأمامي، وهو المكان الذي تحدث فيه مهارات التفكير الأكثر تطوراً في الدماغ، وهو كما يتضح من التسمية يقع في الجزء الأمامي من الدماغ، في حين يقع الفص الجداري وراءه باتجاه الجزء الخلفي من الدماغ. وهو يؤدي دوراً كبيراً في كيفية معالجة أدمغتنا للمعلومات الحسية واللغوية.
وتشير هذه الدراسة أيضاً، إلى أن الشاي الأخضر يزيد من حدة التفاعل بين هذه المناطق من الدماغ، مما يؤدي إلى تزايد القدرة على تذكر المعلومات. وبعبارة أخرى، فإنه يعزز العصارة العصبية التي تغذي الذاكرة.
ويجدر التأكيد على أن الباحثين قاموا باستخدام مستخلص الشاي الأخضر، أي أن عليك تناول عدد من أكواب الشاي الأخضر للحصول على الكمية نفسها من المكون النشط فيه: (EGCG)، والذي هو على الأرجح مسؤول عن الآثار المحتملة.
وقد كانت هذه الدراسة عبارة عن بحث صغير، قد يفضي إلى نتائج أكثر شمولاً واتساعاً عند استكماله مستقبلاً. لكنه مع ذلك يعد بحثاً مثيراً للاهتمام. وجنباً إلى جنب مع البحوث السابقة حول فوائد تناول الشاي الأخضر، فإن هذه الدراسة دليل آخر على أن تناول بضع كؤوس كل يوم من هذا المشروب المستخدم منذ قرون، هو على الأرجح من أكثر العادات الصحية التي يمكنك القيام بها لسلامة دماغك.