أن تحصل على مشروب بارد يبدو أنه الوسيلة المثالية للإسترخاء في أحد أيام فصل
الصيف الطويلة والشاقة، لكن معظم الصينيين يرون أن العكس هو الصحيح. حيث
أنهم يشربون المياه الساخنة في جميع وجباتهم بدل الباردة وطوال اليوم كذلك بغض
النظر عن الطقس هل هو حار أم بارد. حتى لا تتفاجأ في يوم ما وأنت ترى صينيا
يشرب مياها ساخنة من الترمس.
أغلب سكان العالم قد يرون الأمر غريبا بالنسبة إليهم، لكن الصينيون تبدو لهم فكرة
شرب المياه الباردة عجيبة بالنسبة إليهم حيث أنها مضرة لصحة الشخص. وفي حالة
كنت فردا من أحد الأسر الصينية ورأوك تشرب مياها باردة فسينهالون عليك
بالإنتقادات مرددين “الماء البارد سيصيبك بالتشنجات”.
قد تكون المياه الساخنة مفيدة إلى حد ما، لكن إعتقادهم الشديد في خصائص شفائها
يعود ذلك إلى رسائل مموهة. عادة المياه الساخنة في الصين ترجع لسنة 1949 لما
كانت المياه الجوفية غير صالحة للشرب ولذلك شجعت الحكومة القيام بغليان هذه
المياه وشربها كوسيلة للقضاء على البكتيريا، لذلك كانت هنالك العديد من المراجل
المنتشرة في جميع الأماكن من أجل القيام بتغلية المياه، وتسليمها إلى الأسر في
الصباح الباكر، حيث تقوم كل أسرة بوضع حاويات خارج الباب لملئها بالمياه الساخنة.
تعاليم الطب الصيني القديم لا يمكن تجاهلها أيضاً حيث أنها تلعب دورا هاما في عشق
الصينيين للمشروبات الساخنة، فمنذ فترة طويلة كان يعتقد أن استهلاك الماء الدافئ في
الصباح الباكر يساعد على الهضم، وتحسين الدورة الدموية، ويساعد كذلك في إزالة
السموم، وتخفيف وجع العضلات. ومن ناحية أخرى كان يعتقد أن الماء البارد يسبب
تشنجا في العضلات، وإبطاء وظيفة الجسم. من حيث المبدأ لا يجب إطلاقا خلط
الطعام الساخن مع المياه الباردة لأن ذلك يسبب خللا في درجات الحرارة، كما أن
المطاعم الصينية تقدم مشروبات ساخنة أو دافئة بعكس المطاعم الغربية التي تقدم
مشروبات باردة جدا.
هنالك اعتقاد أن تقليد شرب المياه الساخنة مستمد من ثقافة شرب الشاي حيث أن
الشعب الصيني يقوم بغلي الماء لتحضير الشاي، لكن هذا الإعتقاد محل شك كبير لأن
جيران الصين -كوريا واليابان- لهما أيضا ثقافة وتقليد شرب الشاي منذ مدة طويلة
جدا ورغم ذلك فهما يشربان المياه الباردة.