هل كانت الحياة أفضل قبل الإنترنت؟

انترنت

الحياة بدون إنترنت تعد عقاب لبعض الأشخاص خلال تلك الأيام، في حين أن الحياة في بداية التسعينات كانت وسائل الاتصالات الوحيدة عبارة عن التليفونات الأرضية والخطابات، إلا أن الحياة كانت أكثر بساطة وأكثر بُطئًا.ومع ارتفاع مُعدل استخدام الإنترنت في العالم، من خلال جوجل والإيميلات ومواقع التواصل الاجتماعي، اختلفت طريقة تفاعلنا وتفكيرنا وطريقة تبادل المعلومات والتواصل فيما بيننا.ولذلك قامت صحيفة “Gulf News” بالتواصل مع أشخاص من جيل الثمانينات حتى نتعرف أكثر على الحياة قبل الإنترنت، وقال وافد هندي يعيش في دبي يُدعى “سومانت سارين”، 69 عامًا، إن الحياة قبل الإنترنت كانت بطيئة إلا أنها كانت محفوظة، كما ذكر أن مصادر الاتصالات كانت محدودة بالخطابات البريدية، وفي وقت مبكر كان هناك شيء يدعى “نداء البرق” و”التلكس” و”التلغراف”، وأكد سومانت الذي عمل في قطاع الهندسة لأكثر من 44 عامًا قبل أن يتقاعد: “اعتدنا على العمل فقط عدة ساعات في أيام ما قبل الإنترنت، لكننا كنا أقل إنتاجية بسبب الاتصالات وجمع المعلومات المستخدمة، ليستغرق تنفيذ العمل وقتًا أطول من ذلك بكثير“، وأضاف: “ومع ذلك، في حين أن الإنتاجية كانت منخفضة، إلا أن الوقت الشخصي كان أكثر بكثير“.

وأكد سومانت أن الحياة قبل الإنترنت كانت تسمح بقضاء وقت أطول مع الأصدقاء والعائلة، على عكس الوقت الجاري الذي يسيطر الإنترنت فيها على حياة الأشخاص، وأثر سلبًا على التفاعل الشخصي، وبالرغم من ذلك فنحن جيل كان شاهدًا على التطور التكنولوجي الذي وصلنا إليه الآن.وفي نفس السياق، قالت وافدة أسترالية تدعى ديبي نيكول، 56 عامًا، إن الإنترنت مثله كباقي التقدم التكنولوجي، جعل الحياة أسهل، ومكن الناس من السيطرة على كافة جوانب حياتهم من خلال متابعة شاشة التليفون أو الحاسب الآلي، كما أنها شددت على حبها للحياة في عصر الإنترنت.

ووصفت الحياة قبل الإنترنت بأنها كانت “مستقرة”، أما بعده فهي “منظمة وسهل التنبؤ بما سيحدث لاحقًا”، وعن المقارنة بين كيفية قضاء أوقاتها قبل الإنترنت وبعده، قالت: “الفرق ليس في عدد الساعات التي تقضيها على الإنترنت، ولكن في عدد الساعات التي تحصل فيها على المعلومات، بالإضافة إلى أنني أصبحت أتحكم في شغلي وأعمالي التجارية الخاصة”، لافتًا إلى أن التأثير السلبي الوحيد هو أنها باتت تعمل طوال الأسبوع، بنسبة 24 ساعة في 7 أيام، إلا أنها قالت: “أستطيع التحكم في ذلك كله وإغلاقه مرة واحدة، تمامًا كما أفعل في كتاب أقرأه”.