“فوبيا” كلمة نسمعها كثيراً وتعني لغوياً الرهاب أو الخوف الكامن من شيء أو مكان أو سلوك معين يعتبر خطراً على الحياة، كالخوف من المناطق المرتفعة أو المغلقة أو وسوسة النظافة أو القطط، وغيرها الكثير من المسببات التي لا حصر لها، ولم نتوقع البتة أن تُقترن هذه الكلمة اليونانية بالتكنولوجيا الحديثة وأبسطها أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وحتى “سيلفي” أحدث صيحات التصوير الذاتي.
مع الانتشار الجلي لاستخدامات التكنولوجيا بكافة سبلها وأنواعها، برزت مخاوف وقلق جراء هذه التقنيات الحديثة والاستخدام المتواصل لشبكة الإنترنت، ويُشخص مرض “الرهاب” من الناحية الطبية عندما يكون مرفقاً بواحدة من الفئات الخمس وهي الرهاب من الحيوانات أو الخوف المرضي من منظر الدم والحقن أو الطبيعة والبيئة أو مواقف مخيفة وغيرها، وعلى الرغم من أن “رهاب التكنولوجيا” كمرض لم يُثبت طبياً أو سريرياً، غير أن موجود فعلياً. وصرح البروفيسور في علم النفس الدكتور مارتن أنطوني المدير التنفيذي لمركز فيلادلفيا للصحة النفسية لموقع مشابل الإلكتروني أن الأطباء يطلقون “فوبيا خاصة” عندما يتعلق التشخيص بالأجهزة الإلكترونية وما يرتبط بها. وسنستعرض أبرز 5 أنواع من الرهاب أو الخوف المتعلق بالتكنولوجيا:
1- “Technophobia” الخوف من التكنولوجيا
يُعرف أنه الخوف غير الطبيعي أو القلق الشديد من تأثيرات التكنولوجيات السلبية، ويُوصف به الأشخاص الذين يشعرون بعدم الارتياح أو التوتر حيال التكنولوجيا المتطورة بصفة مستمرة.
2- “Nomophobia” الخوف من البقاء بلا جوال
كلمة “Nomo” هي اختصار لـ”No-Mobile” أي بلا محمول، ونوقش حديثاً ندوات عديدة عن تجارب شخصية حقيقية تتعلق بعدم القدرة على فراق الهاتف الذكي أو الابتعاد عنه حتى للحظات ويتبعه فقدان التواصل مع الآخرين. وتنتج هذه الفوبيا خوف وقلق يراود صاحبه عندما يفقد هاتفه أو نفاد بطاريته أو أنه غير متصل بشبكة الإنترنت.
3- “Cyberphobia” الخوف من أجهزة الكمبيوتر
صدق أو لا تصدق، بعض الأشخاص لديها خوف غير منطقي أو غير عقلاني تجاه أجهزة الكمبيوتر والنفور حتى من العمل به ، وهذا يعرف بمرض “Cyberphobia” شكل من أشكال “الرهاب التكنولوجي” يوصف بأنه شعور ممزوج بخوف وقلق شديدين ينتاب الشخص عندما يتعامل مع أي شيء له علاقة بجهاز الكمبيوتر، ويصاب به أولئك الأشخاص الذين يعتبرون أجهزة الكمبيوتر بمثابة “غزاة” تجتاح حياتهم الاجتماعية والشخصية.
4- “Telephonophobia” الخوف من الهواتف
الخوف هنا لا يعني أبداً الخوف من الهواتف حرفياً، بل مفادها الخوف من استقبال مكالمات هاتفية، وهو مشابه لما يعرف برهاب التكلم والتحدث أمام الناس أو اضطراب القلق الاجتماعي، فيحدث رنين الهاتف رهبة وذعر وخوف للشخص.
5- “Selfiephobia” الخوف من التقاط صور ذاتية
على الرغم من عمر “سيلفي” القصير في عالم التصوير الفوتوغرافي، غير أنها أصبحت منتشرة على نطاق واسع جداً، وبالتالي ليس من الغريب أن ينشأ “فوبيا سيلفي” لكنها في الوقت ذاته لم يتم تعريفها من قبل المختصين، لكنه عرض يطفو بشدة في عالم الإنترنت، وتوجد أسباب عديدة لخوف بعض الأشخاص من رهاب التصوير الذاتي، من ضمنها الاحساس بالنقص والشعور بعدم الجاذبية عند التقاط صور من هذا النوع، فيما يراها البعض الأخر بأنها بمثابة وسيلة للفت انتباه المحيطين واصفين إياه بأنه “توجه سطحي” قريباً سيزول.
الامارات24