أعلنت دراسة أجرتها جامعة ميشيغان الأمريكية عن خطورة قرصنة الإشارات المرورية في أمريكا، وبسهولة أيضاً، إذ كل ما تتطلبه العملية هو توفر جهاز للأمواج اللاسلكية “راديو” موصول بكمبيوتر محمول. وقد عمل الباحثون في الجامعة على تطبيق نتائج دراستهم عملياً، بإشراف مختصين على حركة السير خلال شهر مايو الماضي، وقد تمكنوا من تغيير الإشارات الضوئية في إحدى المناطق قليلة الحركة في ولاية ميشيغان باستخدام كمبيوتر محمول خلال جلوسهم ي شاحنتهم.
ولم تذكر الدراسة اسم الشركة المصنعة للإشارات الضوئية، لكن CNN أكدت بشكل مستقل بأنها شركة “Econolite”، التي تعد إحدى أكبر الشركات المصنعة لتلك الإشارات، ولم يرد المسؤولون عن طلب CNN التعليق على الدراسة.
هذا وتعمل الإشارات الضوئية بالاعتماد على عدد من الكمبيوترات تتصل فيما بينها بموجات لاسلكية، بنفس الطريقة التي تصل فيها هاتفك الذكي على شبكة إنترنت لا سلكية، لكن أجهزة التحكم الموضوعة بصناديق حديدية عند كل إشارة، تمثل شبكة إنترنت غير آمنة، إذ تنقصها الشفرات الإلكترونية التي يمكن أن تحميها من القرصنة، كما أن اسم المستخدم وكلمة السر الضروريان للدخول إلى معلوماتها تتشابه فيما بينها إلى حد كبير، بل أنها تشبه أيضاً الكلمات التي توفرها الشركات في كتيبات الاستخدام.
ولكن هذه الشركة ليست المشكلة الكبيرة هنا، إذ أن معظم الإشارات الضوئية في أمريكا وكندا تملك نظاماً واحداً يسمى “NTCIP 1202″، الذي يسهل الدخول إليه إن لم تقم المدن بتغيير الإعدادات الموضوعة تلقائياً من قبل الشركات المصنعة. ويشير الخباء إن الحكومات لن تقوم بصرف ميزانيات لتغيير هذه الإعدادات في الوقت القريب، لكن هنالك مشكلة أخرى تطرح نفسها، إذ لا يمكن لهذه الأنظمة التي صممتها شركة “Econolite” وغيرها أن تحصر عدد الأشخاص الذين يسمح لهم بالدخول إليها، في الوقت الذي يشدد فيه الأخصائيون على ضرورة معاملة الإشارات الضوئية كما لو كانت أجهزة كمبيوتر تملكها الحكومة، إذ يمكن للقراصنة أن يتلاعبوا بسهولة بحركة السير في حال دخولهم إليها.