كشفت دراسة منشورة في (المجلة الطبية البريطانية– BMJ) مؤخراً، أن الأشخاص الذين يتناولون مأكولات تحتوي على الفلفل الحار عموماً لأكثر من مرة أسبوعياً، أظهروا انخفاضاً في مؤشر خطر التعرض للوفاة خلال فترة الدراسة التي استمرت 7 سنوات، وشملت نحو نصف مليون شخص.
وبتأثير مشابه فيما يتعلق بخطر الوفاة جراء الإصابة بأمراض معينة مثل: السرطان، ونقص التدفق الدموي إلى القلب. وعلى الرغم من عدم وضوح الأدلة القاطعة على مدى التأثير الذي تحدثه الأطعمة الحارة، إلا أنها تشير إلى فوائد عدة لبعض المركبات الموجودة في الفلفل الحار، مثل “الكابسيسين” ذي الأثر الإيجابي على الصحة العامة.
وقد درس الباحثون في كلية هارفارد للصحة والأكاديمية الصينية للعلوم الطبية، بيانات 485 ألف شخص في الصين، ممن شاركوا معلوماتهم حول عاداتهم الغذائية، بما في ذلك عدد المرات التي يتناولون فيها الأطعمة الحارة واللحوم الحمراء والكحول والخضراوات. بعد أن استبعدوا أي شخص لديه تاريخ إصابة بأمراض القلب أو السرطان أو مرض السكري.
كما بحث فريق الدراسة فيما إذا كان هناك أي علاقة بين النظام الغذائي المتبع والأمراض وخطر الوفاة، فوجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا الأطعمة الحارة يوماً أو يومين أسبوعياً، كان لديهم خطر التعرض للوفاة أقل بنسبة 10%، مقارنة بأولئك الذين تناولوا الوجبات الحارة لأقل من مرة واحدة أسبوعياً.
وقد أظهر جميع الأشخاص الذين تناولوا الأطعمة الحارة من 3 إلى 5 مرات و6 إلى 7 مرات أسبوعياً، انخفاضاً في نسبة التعرض لخطر الموت بنسبة 14%. فضلاً عن أن الأشخاص الذين لم يتناولوا الكحول حصلوا على فائدة أكبر.
وعندما بحثوا في أسباب الوفيات أيضاً، وجدوا أن هناك علاقة بين تناول الأطعمة الحارة وبين انخفاض خطر التعرض للموت بسبب الإصابة بالسرطان أو “نقص التدفق الدموي للقلب” وأمراض الجهاز التنفسي. بينما ظهرت هذه الميزة عند النساء بشكل أكثر قليلاً من الرجال.
كما وجد الباحثون أن أولئك الذين تناولوا الفلفل الحار الطازج بدلاً من الفلفل المجفف، أظهروا احتمالية أقل للتعرض لخطر الموت بسبب الإصابة بالسرطان ومرض “نقص التدفق الدموي للقلب” ومرض السكري.
ومرة أخرى، فإنه لا يمكن إثبات السبب والتأثير الحقيقيين، فكل ما توصل إليه الباحثون كان وجود علاقة فقط. لكن إذا كان هناك علاقة سببية معينة، فهناك بالتأكيد بعض الاحتمالات القوية التي تبين كيفية عمل هذه العلاقة، إذ إن مركب الكابسيسين هو العنصر الفعال الموجود في الفلفل الحار، وقد تم ربطه بمجموعة من الفوائد الحيوية في دراسات سابقة. كما أن الفلفل الطازج يحتوي على فيتامين “سي” و”إيه” و”كاي” و”بي 6″ وعنصر البوتاسيوم بمستويات أعلى من تلك الموجودة في الفلفل المجفف.
يقول مؤلف الدراسة- لو كي: “جرى ربط الأطعمة الحارة أو مكوناتها الفعالة بتخفيف الالتهاب وتقليل دهون الجسم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأطعمة الحارة تؤثر أيضاً على بكتيريا الأمعاء التي لها علاقة بمختلف الأمراض المزمنة مثل: السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة. مع ذلك، فإننا نعرف القليل حول أسباب الإصابة بهذه الأمراض، ونحتاج إلى المزيد من الدراسات لتوضيحها”.
وقد حاول الفريق السيطرة على بعض المتغيرات مثل: العمر والحالة الاجتماعية والتعليم والنشاط البدني، لكن من الوارد أن يكون هناك أمر آخر يحدث قد يفسر هذه العلاقة، حيث يمكن أن تكون الأطعمة الحارة هي مجرد إشارة لخيار أسلوب حياة آخر تنتج عنه صحة جيدة.