نشرت جامعة اكستر البريطانية في دراسة حديثة: “أن الناس لا يدركون غالباً أنهم يفرطون في تناول الطعام، سيما في فصل الشتاء. وبالتالي هم معرضون للإصابة بالسمنة، بل عاجزون عن تجنبها أيضاً”. وفي الوقت الذي قد تكون فيه أسباب هذا المرض وراثية، يبقى هناك أسباب أخرى يمكننا التحكم فيها وتغييرها. إليكم 5 أسباب رئيسة للإفراط في تناول الطعام خلال فصل الشتاء، إلى جانب بعض الحلول المقترحة:
1- الشعور بالبرد
عند انخفاض درجة حرارة الجسم فإنه يحرق المزيد من السعرات الحرارية لمقاومة البرد، مما يدفعنا إلى ارتداء المزيد من الملابس، وتناول الطعام والمشروبات الساخنة ذات السعرات الحرارية المرتفعة. ولحل هذه المشكلة والشعور بالدفء من دون استهلاك الكثير من السعرات الحرارية، جرب شرب الشاي الساخن وحساء الفاصوليا والخضروات. كما أن شرب القهوة مفيد أيضاً، إذ يعزز الكافيين عملية التمثيل الغذائي، ويرفع درجة حرارة الجسم من الداخل إلى الخارج. لكن تذكر أيضاً أن عليك التحكم بكمية السكريات التي تتناولها.
2- الكسل
في الوقت الذي نبذل فيه ما بوسعنا لتجنب الخروج من المنزل في الجو البارد، فإن ممارستنا للتمارين الرياضية أو الحركة تقل عموماً. وسواء أكان سبب ذلك في الحرارة المنخفضة أو قصر اليوم أو ارتداء طبقات عدة من الملابس، فالنتيجة واحدة وهي تناول المزيد من الطعام. أي كلما كانت حركتنا أقل زاد وقت الفراغ الذي نملأه بالمزيد من الطعام.
وعلى الرغم من أن الحفاظ على ممارسة الرياضة هو الحل الأفضل للكسل، إلا أن هناك طرقاً أخرى يمكن من خلالها الحفاظ على النشاط والحيوية: ارتدِ ملابس دافئة واتجه إلى المطعم سيراً، واطلب الطعام بنفسك بدلاً من طلب خدمة التوصيل، واختر الصعود عبر السلالم ما أمكنك ذلك. فإذا لم يتوافر لديك الدافع الكافي لفعل ذلك، أقنع نفسك على الأقل بشعور الشبع وتناول كميات معقولة من الطعام. كذلك أضف إلى نظامك الغذائي الكربوهيدرات المعقدة، مثل: الشوفان والشعير والأرز البني والخبز الأسمر.
3-جفاف الجسم
صدق أو لا تصدق، إننا نتعرق في الشتاء مثل باقي الفصول الأخرى. لكن بسبب درجات الحرارة المرتفعة من المدفئة وارتداء طبقات من الملابس، تجف أجسامنا بسهولة. وهذا قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام (ناهيك عن نزلات البرد وغيرها من الأمراض المرتبطة بالشتاء)، فكثيراً ما ترتبط استجابة الجسم للجفاف بشعور الجوع.
ولهذا، فإن أفضل طريقة لتجنب الجفاف، هي شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يومياً، كذلك الشاي الدافئ وأنواع مختلفة الحساء، فجميعها تساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم. واحذر دائماً من علامات الجفاف وأعراضه، بما فيها العطش والصداع وتشنج العضلات ولون البول القاتم.
4- كآبة الشتاء
هناك علاقة نفسية بين الأحوال الجوية الماطرة ومشاعر الحزن. وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات العاطفية الموسمية (SAD) (اكتئاب مرتبط بتغيرات المواسم) نسبتهم قليلة، إلا أن الكثير من الذين يعانون من الكآبة يلجؤون غالباً إلى تناول المواد الغذائية الغنية بالسعرات الحرارية. وبدلاً من الجلوس على الأريكة وتناول الحلوى مثلاً، توجه إلى الصالة الرياضية، أو ارتدِ ملابس دافئة، واخرج للسير مسافات طويلة، فمثل هذه الأنشطة تعزز إفراز هرمون أندورفين الذي يجعلك أكثر سعادة وراحة.
5- العلاقة بين فصل الشتاء وزيادة الوزن:
يعتقد الكثيرون بأنهم سيسمنون في فصل الشتاء، مما ينعكس عليهم بتناول كميات أكبر من الطعام. وهذا مضر بالصحة فعلاً، سيما عند الربط بين التفكير بهذا الأمر ونوع الطعام الذي تختاره. ومثال ذلك: شخص ما تنتابه مشاعر الكآبة أو الحزن أو القلق، قد يختار الشوكولاته، بينما شخص آخر يتمتع بمزاج إيجابي قد يختار الفراولة. وبالتالي، فالنظرية تقوم على أساس أن العقلية الإيجابية يمكن أن تساعدنا في السيطرة على عاداتنا الغذائية، واتخاذ خيارات صحية.
وعموماً، يمكننا القول إن التحديات المتعلقة بالصحة الغذائية، لا يمكن مواجهتها بغير التفكير الإيجابي. والحرص على تناول طعام صحي، وممارسة التدريبات الرياضية يومياً، وتوافر الحافز الذاتي للمرء لتنظيم شؤون حياته.