توجد في العالم حالة غريبة جدا، وهذة الحالة هي عمى التعرف على الوجوه، بحيث
لا يمكنك تمييز وجهك ولا وجه المحيطين بك، فرغم أن الشخص المصاب بها ليس
أعمى لكنه لا يستطيع التعرف على الوجوه، وتعتبر هذه الحالة مختلفة من مريض الى
آخر، فهنالك من حالة مستعصية حيث لا يستطيع تمييز وجهه وهنالك من حالته أخف
من ذلك. ويعود تاريخ أول مرة يتم ذكرت فيه هذه الحالة إلى القرن التاسع عشر.
هذا المرض ينقسم إلى نوعين فهنالك الخلقي وهنالك المكتسب، فالخلقي هو ما يصيب
الشخص منذ ولادته حيث يصيب مكان في الدماغ يسمى بـ”التلفيف المغزلي” وهو
العضو المسؤول على المعالجة البصرية للوجوه، بحيث أنه يجعلك تتعرف على
الوجوه كيفما كانت فمثلا إن كنت تعيش في شرق آسيا تستطيع التفريق بين وجوه
الناس على الرغم أنه يبدون لك في البداية كلهم متشابهين.
أما المكتسب فيصيب الشخص نتيجة حادث تسبب بضرر في منطقة “التلفيف
المغزلي” أو بسبب تكون جلطة دموية أو ورم في ذلك المكان، لكن لحسن الحظ أن
عمى الوجوه المكتسب أمر نادر للغاية.
فيما يخص علاج هذا المرض فليس هنالك أي علاج له، كل ما في الأمر أن الأطباء
يعملون على تدريب المصاب على تمييز الناس من صوتهم أو تسريحة شعرهم وكذلك
طريقة مشيهم. يلجأ الناس المصابون إلى طرق عديدة للتعامل مع وضعهم الصعب
هذا، فهنالك من يمشي مطأطأً رأسه بحيث لا يرفع بصره لكي لا يمر بالقرب من أحد
يعرفه ولا يلقي التحية عليه وهذا يكون له كعذر لما يوقفه الشخص الآخر، وهنالك من
يمشي في الطريق والإبتسامة لا تفارق وجهه وذلك ليكون لطيفا مع جميع الناس كيفما
كان نوعه، ولكن رغم ذلك فهؤلاء الناس يعيشون في عزلة اجتماعية خوفا من أن
ينفضح أمرهم ويفقدوا وظائفهم في العمل.