في عصر الهواتف الذكية والاتصال الدائم مع شبكة الانترنت، ربما لم تعد محركات الأقراص المتنقلة USB ذات فعالية كبيرة كما كانت في السابق، لكنها بالطبع لا تزال وسيلة هامة لنقل وتبادل الملفات الشخصية.لذلك ما الذي يمكن أن يحدث عندما يجد شخص ما “ذاكرة فلاشية” ملقاة على الأرض؟ إنها معضلة محيرة.
هل سيقوم بإعادتها إلى أصحابها؟ ماذا عن البرمجيات الخبيثة التي قد تكون ضمنها؟
بغض النظر عن الأفكار التي يمكن أن تدور في عقول الناس عند مواجهة مثل هذه الحالات وجدت دراسة جديدة أن إلقاء محركات أقراص USB في مكان عام، لا يمكن أن يمر مرور الكرام.وبحسب موقع “ساينس الرت ” وهو موقع متخصص في رصد الدراسات العلمية ، فقد أجرى فريق من جامعة إلينوي في إربانا-شامبين تجربة ألقوا خلالها 297 قطعة من محركات الأقراص هذه في أماكن مختلفة في الجامعة، مثل مواقف السيارات والممرات والفصول الدراسية والمكتبات والمقاهي، ووجد الباحثون أن ما يقرب من نصف عدد هذه القطع (وربما أكثر من ذلك بكثير) قد انتهى بها المطاف إلى التوصيل مع أجهزة الكمبيوتر، بينما جميع القطع تقريباً (98%) قد رفعت من مكانها الذي تركت فيه.ولتتبع السلوك الذي اتبعه الناس الذين وجدوا محركات الأقراص هذه، وضع الباحثون ملفات بصيغة HTML على محركات الاقراص، وأعطوها أسماءً مخادعة مثل “وثائق” أو “مذكرات الرياضيات” أو “صور العطلة الشتوية”، بحيث تتضمن برمجية تقوم بإخطار الباحثين عند فتح هذه الملفات بعد استخدامها من خلال أجهزة كمبيوتر متصلة بالإنترنت.
المثير للدهشة، أنه وعلى الرغم من المخاطر المحتملة عن فتح مثل هذه الملفات العشوائية، فقد قام نحو 135 شخصاً (بنسبة 45% من العينة) بفتح الملفات، ومن المحتمل أن هذا الرقم أكبر بكثير، لأن الباحثين لا يتلقون إخطاراً إلا إذا كانت أجهزة الكمبيوتر متصلة مع الانترنت عند التعامل مع الملفات.
ولكن ماهو السبب الذي دفع الناس إلى فتح الملفات؟ هل هو التطفل والفضول وعدم إمكانية مقاومة سرقة البيانات الشخصية للآخرين؟
بعد فتح الملفات الموجودة في هذه الأقراص المحمولة أصبح الأشخاص على علم بالتجربة، حيث ظهرت لهم رسالة تعلمهم بذلك، ومن ثم تمت دعوتهم لإكمال استطلاع رأي سري، لتقديم بعض المعلومات حول دوافعهم لالتقاط محرك الأقراص واستخدامه.اختار أقل من نصف الأشخاص الذين فتحوا الملفات مواصلة التجربة، وقال معظم المستطلعين (68%) أنهم يريدون إعادة محرك الاقراص لصاحبه، واعترف 18% منهم أنهم كانوا فقط فضوليين لمعرفة المحتويات، فيما اعترف شخصان فقط أنهم كانوا بحاجة شخصياً لهذه القطعة.وفي التجربة أيضاً وضعت بعض محركات الأقراص على سلاسل مفاتيح منزلية وهمية، بغرض تحريك دوافع الإيثار وتشجيع الناس على إعادة القطعة لأصحابها.
ووجدت الدراسة أنه مع وجود هذه النوايا الطيبة، فقد زاد فضول الأشخاص لمعرفة أصحاب محركات الاقراص المفقودة، كفتح الصور للتعرف عليهم أو فتح المستدات بحثاً عن عناوينهم.ومن الناحية الأمنية فإن هذه النتائج سلطت الضوء أيضاً على عدم المبالاة تجاه المخاطر الأمنية التي قد تنتج عن فتح ملفات مجهولة على أجهزة الكمبيوتر.اعترف أكثر من ثلثي من شملهم الاستطلاع أنهم لم يتخذوا الاحتياطات اللازمة قبل توصيل محرك الأقراص إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، في حين اعترف آخرون أنهم قاموا بتجربة فتح الملفات على أجهزة الجامعة العامة تجنباً لإحداث أي ضرر في أجهزتهم الشخصية.
هذه كانت نتائج الدراسة فهل ستعيد أنت هذه “الفلاشة” لو صادفتها في طريقك؟