تجنب تناول الأغذية الغنية بالفركتوز ولكن ماهو الفركتوز واذا يسبب اذ تناولته

 

download (5)

شراب الذرة عالي الـ”فركتوز” أو “سكر الفاكهة” هو سلعة رئيسة في متاجر البقالة، وتعرف بأنها مادة مضافة تدخل في صناعة عدد من المنتجات، كالمشروبات الغازية وصلصة الـ”سباغيتي”. وكما هو معلوم، فالنظم الغذائية الغنية بهذه المادة قد تسبب السمنة وأمراض السكري، لكن وفقاً لدراسة حديثة، فإن الفركتوز من شأنه إحداث ضرر جيني خطير.

وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في فحص جميع شبكات الجينات المتأثرة بالفركتوز، والتغيرات الطارئة على وظيفة الدماغ وعملية التمثيل الغذائي بأكثر من 20 ألف جين. وبالرغم من أن الدراسة أجريت على الجرذان، يرى الباحثون أن معظم الجينات المتسلسلة مشابهة لنظيراتها لدى البشر، بما فيها ما يزيد على 200 جين في الجزء الدماغي المتعلق بعمل الذاكرة “الحصين”، و700 جين في المهاد، مركز التحكم بعملية التمثيل الغذائي للدماغ.

وعندما تتعطل الجينات في الدماغ بسبب الفركتوز أو سكر الفاكهة، يرى الباحثون أن كثيراً من المشكلات الصحية ستظهر على صحة الإنسان. يقول شيا يانغ، الباحث الرئيس المشارك في إعداد الدراسة، وأستاذ علوم الأحياء ووظائف الأعضاء التكاملية المساعد في جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس: “مرض باركينسون، والاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، وأمراض الدماغ الأخرى،  كلها من النتائج المحتملة لتعطل الجينات بسبب الفركتوز”.

كما وجد بحث سابق أجراه أعضاء هذا الفريق، بأن هذه المادة الغذائية تزيد من مستويات أحد الجزيئات السامة في الدماغ، التي تدمر بدورها الاتصال بين الخلايا. ومع تراكم الأثر بمرور الوقت، تنخفض قدرة الدماغ على التعلم والتذكر. وفي الواقع، نحن نستهلك الفركتوز أو سكر الفاكهة من مصادر أخرى غير شراب الذرة عالي الفركتوز- من الفاكهة على وجه التحديد- لكن المشكلة تكمن في الكميات الزائدة من هذه المادة، وليس من مصدرها بالدرجة الأولى.

فيما اختبرت الدراسة أيضاً، استهلاك المزيد من الأحماض الدهنية أوميغا 3 (DHA) من مصادر عدة مثل سمك السلمون، وما إذا كان يعكس آثار تلف الجينات التي يسببها الفركتوز أو سكر الفاكهة. ومجموعة ثانية تناولت الفركتوز مضافاً إليه (DHA) لمدة 6 أسابيع. وعندما اختبرت في اجتياز مسافة محددة، إلى جانب المجموعتين (التي أعطيت ماء فركتوز، والأخرى التي أعطيت ماء فقط)، قدمت المجموعة التي أعطيت فركتوز مضافاً إليه (DHA) أداء مماثلاً لأداء المجموعة التي أعطيت ماء فقط، مما يشير إلى أن الـ (DHA) يعوض آثار ضعف الذاكرة التي يحدثها الفركتوز أو سكر الفاكهة. ويعتقد الباحثون أن هذا النوع من الأحماض يعكس الاضطرابات التي يسببها الفركتوز للجينات، في المدى القصير على الأقل.

ويوضح شيا يانغ: “لا يغير الـ( DHA) جيناً أو جينين فحسب، بل يبدو أنه يعيد الجين إلى حالته الأصلية، وهو أمر مذهل”.

وقد سارع الباحثون إلى الإشارة بأن “أوميغا 3” ليس ترياقاً طويل الأمد لعلاج الآثار السلبية لتناول أغذية غنية بشراب الذرة عالي الفركتوز، بالرغم من أن نتائج الدراسة التي أجريت على الجرذان كانت إيجابية، فالمزيد من البحوث ضروري لتدعيم نتائج هذا البحث. وبكل الأحوال من الأفضل لنا التقليل من تناول سكر الفاكهة، إلى جانب بدائله الأخرى.

اقراء ايضاً

سكر الفركتوز: السم الذي نتعاطاه يومياً !