السكتة الدماغية قاتل صامت

 

images (1)

بحثت دراسة عالمية أجريت على نحو 27 ألف شخص، في المسببات الرئيسة والمسؤولة عن 90% من السكتات الدماغية التي يتعرض لها البشر حول العالم. والخبر المفرح هو أن جميع أسباب السكتات الدماغية قابلة للتغير، أما الخبر السيء فهو جهل الناس بأنهم مصابون بأحد الأعراض الرئيسة، ولهذا يعرف المرض بـ”القاتل الصامت”.

وتستند الدراسة المنشورة في مجلة (the Lancet) إلى نتائج دراسة عنوانها (INTERSTROKE) تضمنت مشاركين من 32 دولة موزعة في: أوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا والأمريكيتين. بينما اختلفت المخاطر من منطقة إلى أخرى، اشتركت جميعها في خطر ارتفاع ضغط الدم.

يقول الطبيب مارتن أودونيل، رئيس فريق البحث من (Population Health Research Institute) في جامعة ماكماستر: “تؤكد هذه الدراسة الشاملة، على المخاطر العشرة القابلة للتغير، والمصاحبة لـــ90% من إصابات السكتات الدماغية في جميع المناطق. كما تشير على أن ارتفاع ضغط الدم من أهم المخاطر في جميع المناطق، ويمثل الهدف الرئيس في السعي لتخفيض أعباء الإصابة بالسكتات الدماغية عالمياً”.

الشريان الدماغي الطبيعي والشريان الدماغي في حالة التصلب وتجلط الدم. تبين الصورة صعوبة تدفق الدم في الشريان الدماغي المصاب نتيجة الجلطة.

فيما تضمنت المخاطر الرئيسة الأخرى، قلة ممارسة النشاطات البدنية، والنظم الغذائية غير الصحية، والسمنة، والتدخين، ومرض السكري، وتناول المشروبات الكحولية، والتوتر، والتعرض للضغوطات، وارتفاع مستويات الكوليسترول. وكثيراً ما ربطت العديد من هذه المسببات بتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية، لكن ارتفاع ضغط الدم يختلف من حيث ظهوره على الأشخاص الأصحاء. وتسهم كل من السمنة وقلة ممارسة النشاطات البدنية مثلاً، في الإصابة بارتفاع ضغط الدم، لكن العديد من الرياضيين يصابون بارتفاع ضغط الدم بسبب العامل الوراثي. وبالتالي، هو تهديد استثنائي يظهر بمعزل عن المخاطر المصاحبة لأسلوب الحياة المضر بالصحة.

وقد كانت الاختلافات في طبيعة المسببات بين منطقة وأخرى مثيرة للاهتمام؛ فتعاطي المشروبات الكحولية مثلاً، كان أقل خطراً في دول غرب أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، مقارنة بالقارة الأفريقية وجنوب آسيا. بينما بدا أن قلة ممارسة النشاطات البدنية تشكل خطراً كبيراً في معظم المناطق، لاسيما الصين.

إن تغيير السلوكات لتقليل المخاطر، وأهمها ارتفاع ضغط الدم، يسهم في تقليل الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل فاعل. ولهذا، وضع الباحثون أهدافاً تتمثل في نشر ثقافة صحية أفضل، والتشجيع على تناول الأغذية المفيدة للصحة، وتجنب تناول الكحول ومنتجات التبغ، وإتاحة المزيد من وسائل العلاج لتحسين صحة البشر حول العالم.

كما تدعم النتائج التي توصلت إليها الدراسة هذه الرسالة: إن الكشف عن ارتفاع ضغط الدم وعلاجه، حاجة ملحة في معظم دول العالم. فوفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن شخصاً واحداً من بين كل 3 أشخاص بالغين يعاني من أعراض هذا المرض، وأن نحو ألف حالة وفاة يومية في أميركا وحدها.